1

كتبت : ريهام شاكر

القت صحيفة “الجارديان” البريطانية، الضوء على الاستعدادات للعمليات العسكرية لضرب تنظيم داعش في ليبيا، مشيرة إلى أنها دخلت مراحلها الأخيرة وبات تنفيذها وشيكا للسيطرة على خطر التنظيم الذي يستغل حالة الفوضى التي تضرب البلاد للاستيلاء على حقول النفط من أجل تمويل عملياته الارهابية.

وأشارت الصحيفة، إلى رصد وسائل الإعلام الليبية لطائرات تجسس بدون طيار أمريكية، تحلق على ارتفاع منخفض من سماء مدينة سرت التي يعتبرها التنظيم مقرا لولايته، حيث ترصد الطائرات جميع تحركات التنظيم على الأرض، منوهة إلى انه في الوقت الذي يكثف فيه قوات التحالف غاراته على التنظيم في سوريا والعراق، بات التدخل في ليبيا وشيكا.

وأوضحت الصحيفة، أن الأسبوع الماضي انتشرت تكهنات حول التدخل العسكري في ليبيا، وذلك بعد أن كشفت تقارير استخباراتيه دولية أن داعش يعتبر ليبيا مخزنا احتياطيا له، حيث سافر أمكثر من 800 مقاتل تابع للتنظيم من ليبيا إلى سوريا والعراق.

 ونوهت الصحيفة، إلى أن فرنسا قادت أولى مهماتها الاستطلاعية فوق سرت، لتنضم بذلك إلى طائرات التجسس بدون طيار الأمريكية، مشيرة إلى أن المدينة الواقعة على ساحل البحر المتوسط و مسقط رأس الديكتاتور الليبي الراحل معمر القذافي والتي كان يحلم بأن يجعلها عاصمة أفريقيا، أصبحت الآن مركزا لرايات تنظيم داعش السوداء.

ولفتت الصحيفة، إلى أن داعش فرضت أحكامها وقوانينها على أهالي المدينة، حيث منعت الحلاقين من حلاقة اللحى، وأجبرت النساء على ارتداء الجلباب، وحظرت بث الموسيقى على المحطات اﻹذاعية، وقال أحد السكان الذي فر من المدينة “إن الناس تعيش من أجل شئ واحد وهو الخروج من المدينة”.

وأشارت الصحيفة، إلى أن القاعدة الجوية في مدينة سرت، والتي تعتبر الأكبر في ليبيا، تستخدمها حاليا داعش لإطلاق الطائرات الانتحارية، في حين قادت موكب لـ 85 طفلا قالت إنهم “الاشبال الانتحارية” وعلى استعداد لتفجير أنفسهم.

ونوهت الجاردين، إلى أن الجهاديين لديهم تاريخ طويل في ليبيا، ففي عهد الرئيس الراحل معمر القذافي نظم أعضاء بالجماعة اﻹسلامية تمردا مسلحا في التسعينيات، إلا أن القذافي نجح في سحق ثورتهم، مما دفعهم للهرب إلى أفغانستان والعراق، ومع اﻹطاحة بالقذافي في 2011 عادوا إلى منزلهم.

وقد حذرت “فيديريكا موجيريني” المنسقة العليا للشئون الخارجية واﻷمن في الاتحاد اﻷوروبي، من أنه “في ليبيا هناك مزيج مثالي جاهزا للانفجار، وإذا انفجر فإنه سوف ينفجر فقط على أبواب أوروبا”.
 
ومع توالي التحذيرات بدأت الاستعدادات لضرب داعش في ليبيا، تدخل مراحلها اﻷخيرة، مع وصول طائرات تورنادو وتايفون إلى قبرص القريبة من ليبيا، وكذلك حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول، وعشرات السفن الحربية إلى قبالة الساحل الليبي.
 
وأوضحت الصحيفة أن الخيار العسكري يتضمن بعض المخاطر، فقواعد داعش في سرت وصبراتة أهداف واضحة، لكن الخوف أن يكرر سيناريو سوريا، حيث يختفي المقاتلين وسط السكان المدنيين، فبعد ساعات من هجوم أمريكي على درنة الشهر الماضي، تحدث سكان سرت أن مسلحين داعش يختفون داخل منازل المدنيين اعتقادا منهم أن الطائرات اﻷمريكية لن تقصفهم خوفا من سقوط ضحايا من المدنيين.
 
ورأت الصحيفة، أنه من غير المرجح أن تنجح الضربات الجوية في حسم المعركة مع داعش مثلما يحدث في سوريا لذلك لابد من قوات برية، لذلك يسعى دبلوماسين غربيين لمحاولة إقناع الليبيين بضرورة التوحد ضد التهديد الإرهابي، ولكن الطائرات الفرنسية واﻷمريكية في سماء سرت دليل على أن شخص أخر سوف يتولى القيادة.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *