عبدالوهاب: “الفكرة ليست رغبة فى جنى المال أو الشهرة لكنها رسالة لمناهضة التعذيب بكل أشكاله”
“تلقيت عرضا بنقل محتويات المتحف لتجوب عواصم العالم لكنى أفضل إبقائه فى مصر”
” 650 أداه تعذيب حتى الآن وأرغب فى جمع 1000 “
كتب _ سلمان إسماعيل
يمكن للإنسان أن يكون قاتلا أو سارقا أو أن يرتكب أبشع الجرائم ، لكن أن يتفنن في تعذيب وإيلام أخيه الإنسان حتى يجعله يتمنى الموت ولا يجده فقد تجرد من كل معانى الانسانية ، فعندما قتل قابيل شقيقة هابيل لم يتفنن في تعذيبه بل نفذ جريمته وهرب ، وفي كل الحروب على مر التاريخ والتى قتل فيها ملايين البشر كان الموت سريعا جدا ، أما الجانب الاخر من إجرام الإنسان ونفسه الهمجية فقد برز في التفنن في استحداث أساليب تجعل القارئ يتخيل أنه أمام أحد أفلام الرعب التى تنتجها هوليوود ، ومن يرغب الاستتزادة للتعمق في أساليب وتاريخ التعذيب فعليه بكتاب بوابة الجحيم للدكتور محمد عبد الوهاب الباحث في تاريخ الاغتيالات السياسية وأساليب التعذيب .
حوالي 600 صفحة،تجد فيها تاريخ ووسائل التعذيب في العالم ،عاش الباحث بالولايات المتحدة يدرس ويقرأ في هذا المجال سنوات طوالا، وروى في كتابه إنه عندما سافر للعراق وزارمنزل صدام حسين واتته الفكرة، خاصة حين تبول السائق الذي يقله للمنزل بمجرد سماعه باسم صدام، قائلا إن الطير في السماء لا يمر فوق هذا البيت ..
وفى 26يونية اليوم العالمى لمناهضة التعذيب يفتتح الدكتور محمد عبد الوهاب متحفه لمدة يوم واحد ، أسفل عمارة سكنية بالمريوطية. أكبر متحف لأدوات التعذيب فى العالم والأول من نوعه فى الشرق الأوسط، فقد ظل عبدالوهاب سنين طويلة يجمع أدوات التعذيب من أماكن متفرقة فى العالم ومن عصور مختلفةأبرزها الأدوات المستخدمة فى محاكم التفتيش الإسبانية,قام بجمع الأدوات الأصلية ، وتلك التى لم يجدها صنع أدوات تشبهها تماما، وعلى مدخل الشارع نصب مشنقة دنشواى تخليدالذكرى شهداء هذه الجريمة البشعة التى ارتكبها المحتل الإنجليزى.
النزول إلى البدروم عبر سلم ضيق يشعرك أنك مقاد للتعذيب وبالداخل ممرات صغيرة تشبه تلك المستخدمة فى أعتى المعتقلات وقد برزت من جوانبها أسنان الرماح .
تمر بصعوبة إلى أن تجد نفسك أمام أداة غريبة الشكل تستمى العذراء وهى عبارة عن تابوت من الحديد على شكل جسم امرأة فى ظهر التابوت سكاكين وفى بابه مسامير مدببة، استخدمت فى محاكم التفتيش الاسبانية ويوضع الشخص بداخلها فتنغرس السكاكين والمسامير فى كل جزء من جسده ويترك لينزف حتى الموت .
“الخنفسة”
هي من أبشع الوسائل للتعذيب حتي الموت كان مجرد ذكرها يثير الرعب في أشد القلوب جسارة وكانت تستخدم في العصر الأيوبي ضد عتاة المجرمين والأشخاص المغضوب عليهم فكان يؤتي بالشخص المراد خنفسته وتكبل يداه خلفه ثم يحلق شعر رأسه ويتم وضع عدد من الخنافس يتراوح ما بين خمسة أو ستة فوق الرأس وتوضع طاسة علي الرأس ويترك المعذب وتبدأ الخنافس في التغذي علي فروة الرأس ثم تثقب الجمجمة وتتغذي علي المخ كل هذا والضحية يتلوي تحت العذاب والآلم.
“الخازوق”
تستخدم كلمة الخازوق كثيراً في حديثنا اليومي، وفي لغتنا الدارجة أصبح الخازوق مرادفا لكلمة مقلب، لكن الخازوق في الحقيقة شيء أبشع بكثير من مجرد مقلب .وفي معظم الاحيان يتم إدخال الخازوق بطريقة تمنع الموت الفورى ويستخدم أيضاً كوسيلة لمنع نزف الدم وبالتالى إطالة معاناة الضحية وتصل هذه المعاناه إلى عدة ساعات وإذا كان الجلاد ماهراً فإنها تصل إلى يوم كامل وفقا لما ذكره المؤرخ الاغريقى “هيرودوت” فإن الملك الفارسى “داريوس” الأول قد قام بإعدام حوالى 3000 بابلى بالخازوق عندما استولى على بابل و ربما كانت هذه أقدم اشارة لهذه الأداة فى كتب التاريخ ولذلك فمن المرجح أنه ابتكار فارسى. ففى روما القديمة كانوا يفضلون الصلب.
واستخدم الخازوق أيضاً في أوروبا في القرون الوسطي وأحياناً كان يتم إدخاله بين العمود الفقرى والجلد وهذه الطريقة تجعل الضحية يظل يعانى لأربعة أو خمسة أيام قبل أن يموت، كما أنه من الشائع أن كل من “فلاد تيبس” المعروف “بدراكولا” والروسى “إيفان” الرهيب كانا أشهر مستخدمين للخازوق، وبعد دخول الأتراك العثمانيين مصر تم استخدامه على نطاق واسع وقد نقل الأتراك الخازوق من العراق وأجروا العديد من الدراسات حول استخدامه، وكانت الدولة العثمانية تدفع المكافآت للجلاد الماهر الذى يستطيع أن يطيل عمر الضحية لأطول فترة ممكنة تصل إلى يوم كامل؛ حيث يتم إدخال الخازوق من فتحة الشرج ليخرج من أعلى الكتف الأيمن دون أن يمس الأجزاء الحيوية من الجسم كالقلب والرئتين حتى لايودى بحياة المخوزق سريعاً أما إذا مات المخوزق فيحاكم الجلاد بتهمة الإهمال وقد يتعرض لتنفيذ نفس العقوبة عقاباً له على إهماله.
ويحتوى المتحف على مجموعة من الأغلال والقيود يصل عمر بعضها إلى أكثر من 500 سنة وأحدثها إنتاج 2014.
ويقول الدكتور محمد عبد الوهاب الرجل الذى قضى عمره يبحث فى أساليب التعذيب ويجمع أدوات التعذيب من عصور وأماكن مختلفة أن الأمر ليس بسيطا أن تجد أدوات التعذيب فهى ليست سلعا تباع فى المتاجر ، وأنه أفنى عمره باحثا حتى يفضح زبانية التعذيب فى كل العصور ، ويرى عبد الوهاب أن اسوأ عملية تعذيب حدثت فى تاريخ البشرية هى محاكم التفتيش الإسبانية التى يعتبرها سبة فى جبين الإنسانية . وأضاف أن المتاحف هى التى تحفظ التاريخ للأجيال القادمة وأن متحفه بهذا التصميم المرعب يوحى بنفس الأجواء التى حدثت فيها تلك الجرائم فى العصور المختلفة، موضحا أنه تلقى عرضا بنقل أدوات متحفه لتجوب عواصم العالم لكنه يفضل إبقاءه فى مصر . وأضاف أن الفكرة ليست رغبة فى جنى المال أو الشهرة بقدر ما هى رسالة لمناهضة التعذيب بكل صوره ، متمنيا أن تصل مقتنياته ال 650 إلى 1000 أداة.
ويحتاج هذا المتحف إلى مساحة 4300 متر لإقامته على أرض مصر ، ومن المرتقب أن يجذب المتحف الكثير من الزائرين من مختلف انحاء العالم فى حال افتتاحه ، وفى السنوات القليلة القادمة سيكون من أبرز معالم السياحة الثقافية والعلمية فى العالم.
admin
Latest posts by admin (see all)
- إصابة 4 فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي واعتقال آخرين في مدينة أريحا - 4 فبراير,2023
- من يواجه ريال مدريد في نصف نهائي كأس العالم للأندية؟ - 4 فبراير,2023
- تعرف على الجائزة التي تتنظر الاهلي في حال بلوغ نصف نهائي كأس العالم للأندية - 4 فبراير,2023
- قبل انتهاء فعالياته..طوابير منظمة أمام بوابات دخول معرض القاهرة الدولي للكتاب - 4 فبراير,2023
- مختار جمعة:(القرآن الكريم) فهو كتاب الكمال والجمال لغة وأسلوبًا ومعنى وجمالا - 4 فبراير,2023
اترك تعليقاً