عاجل

11

كتب : غاده منصور

قهرته ظروف العمل فى مجتمع لا يرحم، البطاله فيه “اكتر من الهم على القلب”

صندوق وفرشاة وعلبة ورنيش هم عدة الشغل لمهندس زراعى لم يجد أمامه سوى التجول فى الشوارع للبحث عن عمل محترم يجلب منه المال لينفق على أسرته المكونة من زوجته وأربعة أطفال فى المراحل الدراسية المختلفة.

ينظر إلى المارة ولا يتفوه غير بكلمة واحدة فقط “تلمع”، يوجهها للأشخاص الذين يكونون بحاجة إلى تنظيف أحذيتهم ، حين تنظر إلى وجهه تجد ابتسامة روتينية يبتسمها فى وجه زبائنه بحكم عمله من أجل “لقمة العيش”.

“جمال مجاور” مهندس زراعى يبلغ من العمر 38 عاماً يقطن بقرية بنى حديد مركز الواسطى ببنى سويف، يعمل ماسح أحذية بميدان السيدة عائشة لديه أربعة من الأبناء أكبرهم فوزى ويبلغ من العمر 12 عاماً وسلوى 10 سنوات وإيمان 7 وعبير6 سنوات.

قال جمال: “انا اشتغلت ماسح أحذية علشان مش لاقى شغل بشهادتى أقدر أصرف منه على عيالى، أنا معايا كارنيه نقابة المهن الزراعية وكنت بشتغل بشهادتى لحد قبل الثورة بس وبعد كده ملقتش شغل، وبقالى فى مهنة مسح الأحذية حوالى 3 سنين” ، مضيفاً : ” بشترى عدة الشغل من باب الشعرية وساعات من العتبة والموسكى”.

ويواصل “مراتى وعيالى عايشين فى بنى سويف وأنا بشتغل هنا فى السيدة عائشة ومأجر أوضة فوق السطوح بنام فيها وبسافر البلد مرة كل أخر أسبوع، بصحى كل يوم من الساعة 6 الصبح واجهز العدة بتعت الشغل وأنزل وبروح بعد العشا ، بلمع الجزمة بجنية ونص وربنا اللى بيرزق بس لو منزلتش يوم مش هلاقى اكل انا ومراتى وعيالى، والبلدية مبترحمش وبتيجى كل كام يوم تاخدنى وتاخد الصندوق بتاعى، انا مش بضر حد أنا على باب الله وبسترزق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *