
قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الجهاد في سبيل الله مفهوم إسلامي نبيل له دلالته الواسعة في الإسلام; فهو يطلق على مجاهدة النفس والهوى والشيطان، ويطلق على قتال العدو الذي يراد به دفع العدوان وردع الطغيان.
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج “كل يوم فتوى”، الذي عرض على احدى القنوات الفضائية، اليوم السبت، في معرض رده على ادعاء البعض بأن الإسلام انتشر بالسيف وأن حروبه كانت هجومية.
وأشار فضيلة الدكتور شوقي علام إلى أن الجهاد في الإسلام حرب في غاية النقاء والطهر والسمو، وهذا الأمر واضح تمام الوضوح في جانبي التنظير والتطبيق في دين الإسلام وعند المسلمين، مضيفا أن القتال في الإسلام من أنقى أنواع الحروب، وقد تجلى ذلك من عدة نواح: من ناحية هدفه وأسلوبه، ومن ناحية شروطه وضوابطه، ومن ناحية ما ترتب عليه من نتائج.
وتابع أن الجهاد له شروط لا يصح إلا بها فهو من فروض الكفايات التي يعود أمر تنظيمها إلى ولاة الأمور والساسة الذين ولاهم الله تعالى أمر البلاد والعباد وجعلهم أقدر من غيرهم على معرفة مآلات هذه القرارات المصيرية، حيث ينظرون في مدى الضرورة التي تدعو إليه من صد عدوان أو دفع طغيان، فيكون قرار الجهاد مدروسا من جميع جوانبه ومآلاته دراسة علمية وواقعية فيها الموازنة الدقيقة بين المصالح والمفاسد، بلا جبن أو خور أو ضعف، وبلا سطحية أو غوغائية أو عاطفة خرقاء.
وشدد مفتي الجمهورية على أن حروب وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم، إنما جاءت دفاعا عن وجود الدولة ولم تكن يوما من باب الاعتداء على الآخرين دون وجه حق، وهو ما أكد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان يوصي جيوش المسلمين قائلا لهم: “أوصيكم بتقوى الله; لا تعصوا، ولا تغلوا، ولا تجبنوا، ولا تغرقوا نخلا، ولا تحرقوا زرعا، ولا تحبسوا بهيمة، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تقتلوا شيخا كبيرا، ولا صبيا صغيرا”، وينبغي ألا نقف عند المسميات بل نقف ونحلل المضمون.
وختم فضيلة المفتي حواره بالرد على ادعاء البعض بأن الإسلام انتشر بحد السيف فقال: هذا مخالف للأدلة الشرعية وللأحداث التاريخية الثابتة، ولنأخذ على سبيل المثال “مصر”، فبعد دخول سيدنا عمرو بن العاص مصر أزاح الظلم عن المسيحيين المضطهدين من الرومان، بل أعاد القادة إلى أماكنهم، وقام بتعمير دور عبادتهم، وبرغم هذا لم يحدث إجبار على الدخول في الإسلام كما أفادت الإحصاءات التاريخية; ففي خلال السنوات المائة الأولى لم يتجاوز عدد المسلمين 2.5% من عدد المصريين، كما أن المدينة المنورة عاصمة الخلافة وقت الخلفاء الراشدين لم تزدد ثراء، فهذا يعني أن الثروات لم تنقل إليها من البلدان المفتوحة.
لا تعليق