
أكد شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وجود علاقة وطيدة ومتينة بين القرآن وشهر رمضان.
جاء ذلك خلال أولى حلقات لقائه الرمضاني اليومي في برنامج “القرآن علم الإنسان” باحدى القنوات الفضائية، حيث اضاف أن من خصائص شهر رمضان نزول أولى آيات القرآن الكريم في يوم من أيام شهر رمضان وفي ليلة مباركة هي ليلة القدر على النبي الرءوف الرحيم في هذا الشهر العظيم، وهكذا شهد شهر رمضان المبارك اتصال السماء بالأرض، وتنزل أمين الوحي بالنور والكتاب المبين، ليبزغ فجر الإسلام والإيمان بالله رب العالمين، ومن تلك اللحظة ارتبط القرآن الكريم ارتباطا وثيقا بشهر رمضان ليصبح شهر القرآن.
وهنأ مفتي الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة شهر رمضان المبارك، داعيا الله عز وجل أن يتقبل منا جميعا الصيام والقيام وصالح الأعمال.
وقال علام إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حث المسلمين على حسن استقبال هذا الشهر، مبينا ما ينبغي عليهم فعله فيه من أجل حصول حسن تعرضهم لنعم الله تعالى ورحمته المبثوثة في زمانه المبارك، والفرح بما يفيضه الرحمن عليهم من فيوضات ورحمات، فقد خطب صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: .يا أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء.
واستعرض المفتي فضل القرآن والشريعة والعلم مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة! قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين”، مؤكدا أن رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي اللبنة الأخيرة التي أكملت الرسالات واختتمتها لكي تبقى البشرية موصولة بهذا الوحي الإلهي.
وقال الدكتور شوقي علام إن أبواب الخير في رمضان كثيرة، ولعل من أعظمها تعود الصائمين على تفطير غيرهم من الصائمين، خاصة الفقراء منهم والمساكين، فمن خصائص هذا الشهر الكريم أنه شهر المواساة، يتكافل فيه كافة أفراد المجتمع، وتعمر فيه البيوت والطرقات بموائد الطعام التي يجهزها المقتدرون لإطعام الطعام ليحوزوا فضل الكرم والإنفاق.
وأضاف أن إطعام الطعام للنفس وللأهل وللغير من الأمور المحببة في الشرع الشريف، وخاصة في هذا الشهر الفضيل، ولكن بلا إسراف أو تبذير; لأن الإسراف سلوك سلبي لا يليق بنا نحن المسلمين، فالأولى لمن يسرف ويبذر في هذا الشهر أن ينظر إلى جيرانه وأقاربه وباقي المحتاجين.
وأجاب مفتي الجمهورية على سؤال لأحد المشاهدين حول مشروعية الفطر قبل أداء صلاة المغرب، فقال فضيلته: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجل الفطر بعد غروب الشمس مباشرة، وكان يفطر قبل أن يصلي المغرب، وكان يفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى تمر، فإن لم يجد حسى حسوات من ماء.
وردا على سؤال يستفسر عن حكم رغبة مريض السكر في الصيام، قال مفتي الجمهورية إن مرض السكر كما يقول أهل الاختصاص في الطب على درجات، منه النوع غير المؤثر، وهذا لا يضره الصوم، وعليه يجب الصيام، بل هناك من يقول من الأطباء إن الصوم مفيد له، وهناك نوع من مرض السكر ليس بالخطير جدا، وله الخيار في الفطر أو الصوم، وعليه اتباع الأفضل له وفق تعليمات الطبيب، وهناك النوع الثالث وهو شديد الخطورة جاز له أن يفطر، بل يجب عليه أن يفطر إذا خشي على نفسه الهلاك.
واختتم المفتي حواره بالتأكيد على أنه يجب على المريض في كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة لمرض السكر وغيره من الأمراض أن يستجيب للطبيب إن رأى ضرورة إفطاره وخطورة الصوم عليه، وعلى المريض المرخص له بالفطر أن يعلم أن حفظ نفسه وبدنه عبادة.
لا تعليق